هل للحب معنى فى الوقت ده ؟

طلبت أم كلثوم من محمد فوزي أن يلحن لها قصيدة «حب إيه».. فعكف على تلحينها لينال شرف غناء السيدة له. ولأنها وعدته بأن تكون الأغنية من إنتاج مؤسسته الفنية «مصرفون» التي أممتها الثورة بعد ذلك لعداء أحد رجالها لصاحبها دون معرفة الأسباب.. أخبرني بذلك أستاذنا الفنان المخضرم وجدي الحكيم الذي استطرد ليقول: كان هناك شاب تبناه محمد فوزي فألحقه بالعمل لدى مؤسسته اسمه بليغ حمدي الذي ترك دراسة الحقوق وتوجه للموسيقى والغناء. وصادف أن وصلت الكلمات لبليغ فلحن مطلعها وبالصدفة أيضا سمع فوزي اللحن فأعجب به.. وقدمه لأم كلثوم مادحاً جمال نغمة بليغ وانه -أي فوزي- لا يظن أن يصنع أجمل من هذا اللحن.. فكان إيثاراً عظيماً من فوزي ليقدم بليغ لسيدة الغناء بدلاً منه ويخسر فرصته.. فانطلق بعدها بليغ.. هذه كانت رواية وجدي الحكيم.. بينما تقول رواية أخرى إن بليغ عشق الراقصة سامية جمال فخطبها.. وبعد مدة اكتشفت انه لا يتمتع بالجدية ولا يعرف الحب.. ففسخت خطوبتها منه.. ولكنه ظل يلاحقها ويلح عليها كي تعود فهو يحبها ولا يستغني عنها.. ولكنها زجرته في النهاية قائلة: «حب أيه اللي أنت جاي تقول عليه».. وأوصدت الأبواب في وجهه.. ولأن بليغ تعود أن يستقي أنغام وكلمات ألحانه من مفردات أنغام وكلمات الناس.. ظلت كلمات سامية تدور بأحاسيسه حتى أمسك العود ولحنها كما نبرة الزجر التي نطقتها محبوبته.. ثم طلب من صديقه الشاعر عبدالوهاب محمد أن يبني على المطلع قصيدة.. في ذلك الوقت كان بليغ يعمل عند محمد فوزي.. الذي عندما سمع لحن بليغ أعجب به وسارع إلى تقديمه لام كلثوم لتسمعه.. فقد كانت أوصته أن يقدم لها ملحنين شبابا موهوبين.. فطربت للحن وطلبت منه أن يكمله.. وكان بليغ يعتقد أن الأغنية ستذهب لأخيها الذي كان ينوي ولوج مجال الغناء.. ولكنها أفهمته بأن الأغنية لها وستغنيها بمطلع موسمها الجديد.. فلم يتمالك نفسه من الفرح فقد كان في الخامسة والعشرين وكوكب الشرق تفتح له أبواب المجد.
فمن صاحب الفضل على بليغ حمدي.. هل هي سامية جمال التي نطقت بكلمات الأغنية الخالدة.. أم استسقاءه لمفردات الناس.. أم محمد فوزي الذي آثره على نفسه.. أم أم كلثوم التي غامرت بغنائها لهذا المغمور؟.. إنه الحب

[

يسلموا ع الموضوع الرائعه
ويعيطك الف عافيه
غزه الصمود